فلسطين أون لاين

متحف التاريخ الطبيعي في بيت لحم يحمي التنوع البيولوجي الفلسطيني

...
متحف التاريخ الطبيعي
بيت لحم - غزة/ هدى الدلو:

داخل متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية عالم مليء بالتحف الطبيعية وأنواع مختلفة من الحشرات والقوارض المحنطة والمفاجآت التي تتيح للزوار استكشاف وإشباع فضولهم بالاستفسار عن كل شيء لأجل توسيع معرفتك وتعميق اهتمامك.

فقد تم إنشاء معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة الذي يضم متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي في جامعة بيت لحم عام 2014، بتبرع من د.مازن قمصية وزوجته جيسي، وعشرات المتطوعين وفريق عمل متفانٍ لأجل تشكيل واحة طبيعية للحياة البرية في بيت لحم ليصبح مكانًا للتعلم والتعليم المستمر وتجديد طاقات الشباب والزوار الفلسطينيين والدوليين.

يقول قمصية مؤسس معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة لصحيفة "فلسطين": "هذا المتحف يعد الأول من نوعه في فلسطين، حيث يهتم بحماية التنوع الحيوي (البيولوجي) للبيئة الفلسطينية، ولهذا المتحف والمعهد مركز للأبحاث العلمية يدرس التنوع البيولوجي في فلسطين".

وتجد بداخل المتحف أقسامًا مختلفة في علم الحشرات والقوارض والعناكب، والزواحف والثدييات والطيور والرخويات، إلى جانب علم المتحجرات والجيولوجيا، وزوايا لها علاقة بمجال الإيكولوجية المتوازنة، مشيرًا إلى أنه وفريق البحث يركزون في الفترة الحالية على الحيوانات الموجودة بالبيئة الفلسطينية وانقرضت.

كما يضم المتحف مجموعة كبيرة من عينات الحيوانات الحية كالعناكب، والأفاعي، والسحالي ومستعمرات الدود القبابي، إلى جانب مكتبة رقمية تحتوي على صور وكتب ووثائق تسهم في عمليات البحث والحفاظ.

التوعية بالطبيعة

ويبين قمصية أنّ المتحف يهدف إلى خلق مجتمع فلسطيني يحب الطبيعة ويحافظ عليها بطرق مبتكرة، وتوعية الطلبة في جميع المراحل التعليمية من خلال جولات ميدانية تعليمية وبرامج خاصة تُركّز على إعادة التدوير واستخدام المواد الصديقة للبيئة وزراعة النباتات.

كما يعمل المتحف على نشر البحوث والمعرفة حول الحيوان والنبات والإثنوغرافيا البشرية في فلسطين، وتعزيز حماية البيئة والتفاعل المسؤول بين الناس والبيئة، بما في ذلك التراث الثقافي، "بالإضافة إلى استخدام نتائج البحوث في مجالات التنوع البيولوجي والتاريخي والثقافة والزراعة المستدامة والمراقبة البيولوجية لتعزيز المجتمعات المستدامة، مع التركيز على المجتمعات المهمشة".

ويلفت قمصية إلى أنه خصص حديقة المتحف لنحو 25 عائلة من مخيمات اللاجئين في بيت لحم لزراعة المحاصيل العضوية والاستفادة منها، وأنشأ واحة صناعية للأسماك والضفادع والحشرات حيث يسعى القائمون على الحديقة المجتمعية إلى إعادة ربط الجيل الفلسطيني بأرضه وتعزيز العمل الجماعي لديه، ليكون كأسلوب حياة صحية ومستدامة.

مجموعة مختبرات

ويشمل المعهد إلى جانب المتحف، معرض الأرض والإنسان، والمعشبة النباتية، ومختبر الأبحاث الجزيئية، ومختبر التصنيف، ووحدة التحنيط، والحديقة النباتية، والمجتمعية، ونماذج الزراعة المستدامة وملعب ومناطق استكشاف للأطفال.

ويوضح قمصية أنّ الحدائق النباتية، عبارة عن مشروع مشترك بين المتحف ومعهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة، يركز نشاطاته على الأبحاث والتعليم وحماية التنوع الحيوي والثقافة والإرث الحضاري، وذلك للحفاظ على النباتات البرية والحيوانات المعرضة للخطر.

ويلفت إلى عملهم في الحديقة النباتية يهدف للحفاظ على أكثر من 380 نوعًا من النباتات البرية التي تنتمي إلى 80 عائلة، و64 نوعًا من النباتات المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى 3 أنواع من النباتات المتطفلة، و6 أنواع من الغازية التي يتم مكافحتها.

وفي البيئة الفلسطينية أنواع مختلفة من الحيوانات إذ تضم 551 نوعًا من الطيور، و130 نوعًا من الثدييات، و97 من الزواحف، و8 من البرمائيات، و13000 نوع من اللافقاريات.

ويرى قمصية أن مهمتهم تتركز في البحث والتثقيف حول العالم الطبيعي والثقافة والتراث والحفاظ عليهما وتعزيز التفاعلات البشرية المسؤولة مع البيئة، ويسعون إلى عمل بناء جديد صديق للبيئة ليضم متحفًا مصغرًا متنقلًا من أجل الوصول إلى المناطق الفلسطينية النائية.